الدمـــــــعــــــــــــه ألمي

من أنت أيتها الدمعة
أهو الخوف الجاثم على صدري منذ عرفتني قلب لا يهدا
أم دموع ولدت معي منذ طفولتي وكانت هي الحزن الذي يسكنني لا أسكنه
أظنها لا تقوى حتى على مفارقتي
أم أنني جزء من حلم كان بعد فوات الآوان وبعد أن أنهكني السفر إلى قلوب عرفت أن الطريق إليها مستحيل
أم أنني الصمت المثقل بتساؤلات لا جواب لها صمت يبقيني سجينة لأشواق مدارها أبعد عن الرؤى
أم أنني الدمعة الغير قادرة على أن تكون في زي آخر مبهرج بألوان غير الألوان التي عشقتها وألفتها
أم أنني وهم المستحيل وبقايا جسد ما عاد قادر أن يلملم ما تبقى منه
خوفا أن يهرب مني
أم أنني عاشقة لحرف اشتهيه أن يرسمني ولا أجد سوى فراغ لكلمات لا معنى لها
مجهولة تلك الدمعة وكأنها أتت من فضاء غريب أرهقها أتعبها ذاك الحلم واختارت أخير أن تموت بصمت في واقع بعيدا عنه
جهلتني وافتقدتني وما عرفت بعد من أنا
فكيف اكتبني
لكأنني علامة استفهام ؟؟؟؟ بلا سؤال

انتظار مؤلم كاتساع البحر
ترهبني أمواجه تقذفني هناك حيث المستحيل
لتنتهي أحلامي
لتزرعني في ارض واقع يبكيني لحد الصمت
ولاأكتفي مع ذلك
رغم ما يحمله لي
من مرارة وألم
وكأن تلك الدمعة
قد أبرمت عهدا وثيقا
ألا تكف دموعها
وأن أبكيني
لحد الموت

ما أشدني اليوم حزنا
لا من أجل شيء
إنما من أجلي فقط
فما عاد هناك من يستحق

دمعه

هي فكرة مجنونة
أعلم بعدها أنه المستحيل
وأماني مرة
كطفلة تائهة في أعماق المحيط
لا تعرف سوى الخوف
والبكاء
تزداد غرقا
تنتهي بها الحياة إلى الموت
افتقدني كافتقادي لأحبتي
ما عدت سوى ورقة ممزقة
وسطور ما عادت تصلح للعزف عليها
أتبحث عني
أنا هنا
بين صمتي الموجع
ومتاهاتي الغارقة
بين الوحدة والألم
أعود مهزومة
خائبة
لخوفي
لقلمي المكسور
لأوراقي المهترئة منذ تركتها
لحروفي لعلي أصنع منها
الم آخر يواسي ألمي
أنا هنا
في متاهات الطريق
لا زمن لها ولا مكان
كم هو مؤلم
ألا ألقاك
ألا أجدك في وحشتي
ووحدتي
أن أموت ألف مرة
ولا أجدني حتى أنا

ملقاة هناك تحضنني وسادتي
أغرق فيها بين دموعي
وأحلامي
يالله كم كرهتها تلك الأحلام
وكم كرهت فيها مسافاتي
هي لحظات من الوجع
لا أملك أمامها غير الصمت
كتلك القفاري التي أمر من أمامها كل يوم
ما من جديد
سوى ازدياد الألم
وما من أمل
إلا الأمل بالله عز وجل
على أرصفة الوجع تقتات مني تلك الطيور الجارحة لتحولني إلى كومة أشلاء ممزقة
هذا أنا دمعة من نار تحترق
ابدوا غريبة كشعاع لا يكاد يرى منه شيء
حزينة تبكيني مدامعي بدلا من أن أبكيها
فأي صمت يكترث بي وأي دموع تكفي لتمحو ما بداخلي
أظنني أشبه بحلم عصفور جريح ينتظر لحظة الموت
ولا أعلم اي غرق هذا الآتي من بعيد وأي أمواج عاتية ستحملني إلى حيث لا أدري
اظنه الموت الحقيقي حتى لذاك الصمت المتبقي مني
مجرد غباء بل هي ثورة بركان تكاد حممها تقضي حتى على تلك اللحظات التي قد تبدوا جميلة أحيانا لكنها اشبه بقناع يحمل أبشع ما رأيت
يا لهذه الدنيا !
أسئلة مريرة أكاد أختنق بها ولا أرى لها سوى جواب أمر من السؤال نفسه
وكأني أقبع في زنزانة محاطة بأسوار شائكة تلتهمني جدرانها الباردة لأبدوا كاتمثالا لا يقوى على الحراك

دمعه
هنا فقط أستطيع أن أبكي
أن انزف بكاء بلا حدود
هنا فقط
بين سطور وقلمي
وأوجاعي
هنا فقط
استطيع أن اتخطى كل المسافات لتسعني أنا فقط

حين لا أجدني
وحين أحترق شوقا
ولا أجد سوى أدمعي
وكأني ولدت من رحم الأحزان لتبقى تلك المدامع في أعيننا
أعلم أنه ما من أحد يكترث بي
لذا جعلت من صمتي لغة أجوب بها مصارع تلك الأشواق وهي تعجزني أن أبقى كما أنا تلك التي أفتقدها حينما أفتقدك
تبا لك أيها الحب
كم هم الأموات الغارقين فيك ؟؟
وكم هي الآهات المكلومة لفقد من نحب ؟؟؟
لا ليت تعيد ما مضى ولا حتى تحقق الأحلام المرسومة على ضباب تلك السحب
هو الوجع
بل هو الشوق حين لا أحد يشتاق إلينا
ليتني استطيع أن أقتلعني من جذورى
لتنبت ورودا أخرى غير قادرة على الوفاء
يااااااااااااااااااه
مازلت أعود إليك ياليت
تذكرينني باليلى
وبليل الحالمين التائهين في متاهات الحب
ألم أقل تبا لك أيها الحب ؟!
نسيت أن زمن قيس قد بارح جنح الظلام ودفن مع الأموات قدسية الوفاء
ما أقساك يا دمعه حين تشتاقين ؟!
وكأنك ترسمين مع الأشواق وجعا آخر تذبين فيه لوعة تلك الأشواق
هي أنا لوحة من ألم مكتوب عليها حتما هو الفراق حين كان اللقاء
حلم كتب عليه أن يموت جنينا
ما أقسى أن نخط بأيدنا طريقة موتنا ....
وما أجملنا عندما يزرعنا الألم سنبلة قادرة على تنبت دموع أخرى من أجل من نحب